أخبار الهيئة

سوء استخدام الأدوية.. وأثره على الصحة

سوء استخدام الأدوية.. وأثره على الصحة

المضادات الحيوية Anti Biotics

سوء استخدام الأدوية.. وأثره على الصحة

يقر الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم بفضل الدواء ويعتبرونه من أعظم نعم الله عليهم، لكن هناك البعض منهم يسيئون استعماله، فإما أن يفرطوا في استعماله دون مبرر، وإما أن يستعملوه في غير موضعه الصحيح، فإذا كان استعماله في موضعه الصحيح نعمه، وإن سوء استعماله نقمه على الفرد والمجتمع الذي ينتمي اليه بالهلاك والدمار. إن سوء استعمال الدواء في معناه الواسع يعني تعاطي المريض للعقار دون وصف الطبيب، وهو على هذا النحو يختلف عن تعاطيه بالطرق الطبية
المعترف بها والتي يقرها العرف الطبي، وبهذا التعريف فإن سوء الإستعمال ينطبق على مجموعات كبيرة من الأدوية، مثل المضادات الحيوية والهرمونات الجنسية والفيتامينات والمخدرات المسكنة والكحول والمهدئات وعقاقير الهلوسة وغيرها، ويمكن تقسيم الأدوية التي يساء استعمالها إلى نوعين :
- النوع الأول: يغلب عليه سوء الاستعمال طابع الإسراف ولا ينتج عن الامتناع عن تعاطيه أضرار
تذكر، ويشمل هذا المضادات الحيوية والهرمونات الجنسية والفيتامينات.
- النوع الثاني: يغلب عليه صفة استعمال الدواء في غير موضعه الصحيح، كما انه بتكرار تعاطي الدواء ينشأ عند الشخص اعتماد عليه بحيث لو امتنع عن تعاطيه يحدث له أعراض خطيرة تسمى أعراض المخدرات المسكنة للألم والمهدئات المنومة وعقاقير الهلوسة وغيرها، ولن نتحدث في هذا الموضوع تفصيلا لكثرة الدراسات التي تطرقت إليه، وسوف نتناول فقط النوع الأول بشيء من التفصيل ..

▪ المضادات الحيوية Anti Biotics
المضادات الحيوية عبارة عن مواد كيماوية تنتجها أجناس مختلفة من الكائنات الحية الدقيقة مثل الفطريات والبكتريا أو تصنع كيميائيا ولها القدرة على تثبيط نمو الكائنات الدقيقة الأخرى، وقد تتمكن من
القضاء عليها نهائيا، ولقد تم تحضير مئات من المضادات الحيوية حتى الأن غير أن عددا قليلا هوالذي أثبت فعالية ومزايا علاجية تمكن من استخدامه طبيا في علاج الأمراض المعدية، ومما لا شك
فيه أن للمضادات الحيوية دورا بارزا في مقاومة الإصابة بالأمراض المختلفة التي تسببها الأعداد الهائلة من البكتريا والفطريات والفيروسات والطفيليات وغيرها،
وبفضل المضادات الحيوية أمكن إجراء العمليات الجراحية المعقدة دون الخوف من الإصابة بالعدوى، كما أمكن السيطرة على كثير من الأعراض الخطيرة التي كانت تقض مضاجع البشرية، ولقد أدى النجاح المنقطع النظير للمضادات الحيوية في علاج الأمراض إلى
الإفراط في استعمالها، وهذا الإفراط في استعمال المضادات الحيوية نتج عنه مشاكل علاجية وأضرار جسيمة وهي كما يلي:
• تأثير المضادات الحيوية في جسم الإنسان ليست كلها في صالحه فلكل مضاد حيوي قائمة خاصة به من الآثار السيئة غير المرغوب فيها، ولا يخلو أي من المضادات الحيوية المتاحة للاستعمال من هذه الأثار غير المرغوب فيها .
فمثلا أن البنسلين الذي يعتبر من أكثر المضادات الحيوية أمانا يسببزالحساسية المميتة لكثير من الأشخاص، أما الاسترتيوميسين فيسببزاضطراب السمع وقد يؤدي إلى فقده، كذلك فإن المضادات الحيوية
واسعة المجال مثل التراميسين تؤدي إلى اختلال وظيفة الكبد ووظيفة البنكرياس كما تترسب في عظام الجنين بسبب تشوهها إذا أخذت أثناء الحمل، أما الكورامفينول فيثبط نخاع العظام الذي يؤدي
إلى الأنيميا الخبيثة.
▪ إن الإسراف في الإستعمال للمضادات الحيوية لعلاج الإصابة بالبكتريا يجعلها تكتسب مناعة ضد المضادات الحيوية المستعملة ولا تتأثر بها بل قد تتحداها وتعيش في وجودها، فنجد البكتريا العنقودية
الذهبية staphylococcus تفرز انزيما يسمى بنسيلناز Penicillinase يحطم البنسلين ويبطل مفعوله وبذلك أصبح علاج العديد بهذا النوع من البكتريا مشكلة سريرية خطيرة أدت إلى إدخال البنسلينات نصف المخلقة التي لا يبطل مفعولها بواسطة انزيم البنسليناز
واكتساب المقاومة للمضادات الحيوية يحدث كذلك للاستربتوميسين والتتراسيكلين والكورامنتتكول وهي تضاعف من الخطورة
▪ إن الميكروبات التي تتعدى حساسيتها لمضاد حيوي معين قد تفقد حساسيتها بالتالي لمضاد حيوي آخر مشابه للمضاد الحيوي الأول في التركيب الكيماوي وهي ما يعرف بالمقاومة التقاطعية Cross Resistance
فمثلا نجد أن البكتريا التي اكتسبت مناعة ضد مقاومة التتراسیکلین والأوكسي تتراسيكلين
إن كثرة استعمال المضادات الحيوية يضعف المقاومة الطبيعية للجسم ويجعله هدفا سهلا للإصابة بالأمراض المختلفة إذ من المعروف أن دخول البكتريا أو الفيروس في الجسم يحفز أجهزة المناعة التي تنبه
بدورها عملية إنتاج الأجسام المضادة للبكتريا أو الفيروسات ، وتتفاعل هذه الأجسام الضارة معها وتبطل تأثيرها وتبقى هذه الأجسام المضادة حارسا منيعا للجسم لمثل هذه البكتريا أو الفيروسات إذا حاولت دخولها مرة أخرى ،
إن الإفراط في استعمال المضادات الحيوية لا يعطي الجسم الفرصة لتكوين هذه الأجسام المضادة وبذلك يحرمه من هذه المقاومة الهائلة
. إن استعمال المضادات الحيوية يحمل في طياته خطر الإصابة بعدوى جديدة أثناء علاج العدوى الأولى وهذه الظاهرة عامة نسبيا وخطيرة
حيث أن الميكروبات المسببة للمرض الجديد تكون في معظم الأحيان من الميكروبات صعبة الاقتلاع مثل ,
Drug-Resistance,staphylococcals
Pseudomonas,Candidia & True fungi
وكلما زاد مدى المضاد الحيوي زاد احتمال تغلب نمو نوع معين من الميكروبات الدقيقة التي تبدأ تهاجم وتسبب العدوى.
فمثلا إن احتمال حدوث عدوى جديدة يكون قليلا في حالة استعمال بنسلين ج ولكنه اعلى بكثير في حالة استعمال التراسیکلین والكلوراممفينكول ومخاليط المضادات الحيوية واسعة المدى
إن الأثار الخطرة التي قد تتبع الاستعمال للمضادات الحيوية، يجب أن تكون تحذيرا قاطعا للذين يصفون هذه الأدوية لأنفسهم ويسرفون في استعمالها، على أن هذه الآثار يجب أن لا تؤثر إطلاقا على عزيمة
الطبيب في إعطاء مضادات حيوية في الحالات التي تستلزم هذا العلاج بالتأكيد، ولكنها مع ذلك يجب أن تجعله حذرا في استعمالها وتجعله يتردد كثيرا في استخدامها، ويجب أن يرسخ في الذهن أن المضادات الحيوية سلاح ذو حدين وأن استخدامها مصحوب بمخاطر محسوبة ولا ينظر إليها على أنها مقبولة عالميا وأنها خالية من الأضرار.
وللمقال بقية.
▪ أكتوبر 2016
#مجلةالبلسمالطبية
#مقالات_وكتابات
#الهيئةالعلياللأدويةوالمستلزماتالطبية

footer adv

عن اليمن

- رقم غرفة عمليات الهيئة: 009671836060

وزارة الصحة العامة والسكان
الهيئــة العليــا للأدويــة والمستلزمــات الطبيــة
الجمهورية اليمنية - صنعـــــاء
- هاتف :009671619174 - 009671619173
- ص .ب : 265
- إيميل: SBDMA@YEMEN.NET.YE

google map